Young scientist: الدُعاء المرافق

بسم الله الرحمن الرحيم

خصصت هذه الفئة (Young scientist) لمشاركة النصائح والفوائد العلمية العامة، بصراحة، لم يطرأ في بالي أن أول ما سأكتب فيها هي نصيحة من والدي، لكن سعيدة أنها ستكون أول تدوينة.

في صباح رمضان أرسل لي والدي تسجيل صوتي يقول فيه:

من الأشياء التي انصح بها في حياتك الشخصية -وأنا أستعين بها دائما- أنك إذا حركت تروحين للدوام، تقولين هذا الدعاء: “ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث، فأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين“. هنا سيحفظك الله ولن يكلك إلى نفسك.

ودائما قبل تبدأين بأي عمل، احفظي هذا الدعاء وقوليه دائما: “اللهم اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم” اجعلي هذا ديدن حياتك، أنك تفوضين كل أمرك إلى الله.

والله مازلت أتأمل الدعاء الأخير، وعلق في بالي بشكل ملفت، “اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك“.

 من المعروف لمن يطلع على الأبحاث ويقرأ في العلوم، أنه يجد أحيانا تناقضات بين بحث وآخر، أو بحث جديد ينقض فكرة بحث قديمة، الإختلافات بين العلماء جلية جدا منذ قرون، وهذا طبيعي مادامت الأدوات العلمية تتطور والاكتشافات تزداد اتساعا.

الحقيقة واحدة.

لإثبات فكرة واحدة، قد نجري خمس تجارب، وقد يُطالبنا محرروا المجلة إجراء تجارب أكثر، للتأكد مما إن كان عملنا -مقتربا- من الحقيقة.

ما نفعله في العلوم الطبيعية هو محاولة فهم الواقع، على أقرب شكل له، الكل يسعى، الكل يمتلك وجهة نظر، وقد نتفق أحيانا على أن هناك أمور لايمكن لأحد الجزم بها، وكل ما يمكننا فعله في الوقت الحالي هو محاولة الوصول لأفضل فكرة تتسق مع الأدلة التي بين يدينا.

لأني أفكر بذلك دائما، وقع هذا الدعاء في نفسي مباشرة، قبل أن أقرأ أو أبدأ بتجربة، يارب، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، ليس فقط في الدين، بل حتى في العلم، حتى في نظام عمل الخلايا والأنسجة و بيولوجيا المرض والسمنة والمناعة، أليس هذا حقٌ قد اختلف فيه، وأنا احاول؟

كتبت الدعاء في نوت وعلقته أمامي حتى أتذكره دائما، وأدفعكم لفعل الشيء ذاته 🙂

يومكم سعيد.


ردان على “Young scientist: الدُعاء المرافق”

  1. إضافة إلى ماكتبتي ، قرأت تغريدة من فترة تقول: ‏نصيحه في أي كتاب علمي تتصفحه إدعو بهذا الدعاء ‏((اللهم علمني ما ينفعني و انفعني بما علمتني و زدني علماً يا أرحم الراحمين)) ‏تقريباً من الثانوي إلى الآن و أنا أَجِد بركة هذا الدعاء في علمي و رغبتي للتعلم

    كتبتها في نوتة ووضعتها أمامي في المكتب. وأشعر بتأثيرها على نفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *